الأحد، 25 سبتمبر 2011

هل هناك فرق بين الدعاية والإعلان والإعلام ؟؟

هل هناك فرق ؟؟؟

هل ما نراه في الوسائل الإعلامية سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة من حملات للتعريف بمنتج أو خدمة معينة هو دعاية أم إعلان أم إعلام؟ هل هناك فرق بين الدعاية و الإعلان والإعلام؟

نعم هناك فرق :

الإعلان : هو مجموعة من أنشطة الاتصال المرئية أو المسموعة أو المقروءة (الوسيلة المدفوعة) التي تهدف إلى التأثير على المستهلك أو (المشاهدين والقراء أو المستمعين) من خلال تقديم رسالة مقنعة لحثه على شراء منتج أو طلب خدمة أو تقبل فكرة,وذلك نظير أجر مدفوع لجهة إعلانية محددة " .

مثال: الحملات الإعلانية في التلفزيونات هي عبارة عن إعلانات و ليس دعايات، لاحظ جميع القنوات الفضائية اجتمعت على قول فاصل إعلاني، الصحف و المجلات تكتب إعلان هنا.

أما الدعاية : لها مفهوم أوسع حيث يقصد بها: " نوع معين من الرسائل التي تخدم غرض معين للتأثير في آراء أفكار الجمهور وقد تكون أفكار سياسية أو اقتصادية أو تجارية أو دينية ، سواء لجعله يؤمن بفكرة معينة، أو من أجل صرفه عن فكرة يؤمن بها باستعمال وسائل النشر المختلفة " .

مثال: عندما الصحف المحلية تنشر مقال عن عملك نتيجة لبيان صحفي أرسل إلى المحرر الصحفي.

أما الإعلام : هي نشر المعلومات الحقائق والأفكار عن المجريات و الأحداث التي تمس حياة الجمهور بشكل مباشر أو غير مباشر وبالدرجة التي تجعله يهتم بها ويتابع تطوراتها ، ومن وسائل الإعلام الأساسية الصحافة والإذاعة والسينما والتلفزيون والمحاضرات والندوات.

مثال: الحملة التي قامت بها وزارة الصحة من اجل الوقاية من فيروس إنفلونزا الخنازير.

مقارنة بين الدعاية و الإعلان من عدة نواحي:

  1. من ناحية السيطرة : في الإعلان نستطيع السيطرة على محتوى الرسالة الترويجية في أي موقع نريد وماذا نريد أن نقول , عكس الدعاية المرتبطة خصوصا بعمل الصحفي الذي هو المسيطر عليها و على برامجها و التي غالبا ما تأخذ طبيعة إخبارية .
  2. من ناحية الدفع : فالإعلان مدفوع القيمة السيطرة التي تحصل مع الإعلان لا يأتي من دون ثمن. السبب الذي يمكنك تحديد متى وأين سيتم تشغيل إعلانك هي التي تدفعه بينما الدعاية غير مدفوعة القيمة .
  3. من ناحية المصداقية : فالجمهور يصدق الدعاية أكثر من الإعلان لأنه عندما يتحدث الشخص عن نفسه فالناس قد لا يصدقونه, حيث أن الإعلانات تحوي من الأساليب الفنية الإعلانية المعهودة و المبالغات ، ما يجعل من المنطقي جدا التشكيك في مصداقيتها .
  4. من ناحية الأسلوب : الإعلان يستعمل أسلوب الحث والدعوة المباشرة والمكشوفة للشراء، في حين أن الدعاية تستعمل أسلوب الإيحاء الذي يشرح فيه بشكل هادئ تاريخ المنشأة وأعمالها ومزايا سلعها .
  5. من ناحية الربح المالي : الإعلان يهدف إلى الربح المالي أما الدعاية فهدفها غير مالي .
  6. من ناحية شخصية المرسل : أن المعلن يفصح عن شخصيته في الإعلان، ويدعو القارئ أو المستمع إلى إتباع سلوك محدد، وبالتالي يرتبط اسمه في ذهن المتلقي بمضمون الرسالة الإعلانية، أما في حالة الدعاية فإن المتلقي لا يستطيع تحديد مصدر المعلومات المرسلة إليه
  7. و نسعد كثيرا بإبداء آرائكم وتعليقاتكم حول المقالة

الجمعة، 15 مايو 2009

شباب غزاويون : قاطعوا هذه الكوفية

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل





شباب غزاويون: قاطعوا هذه الكوفية



رمز فلسطين في خطر".. "هذه ليست كوفيتنا فقاطعوها".. "كوفيتنا رمز وليست موضة".. "يا شباب غزة عودوا للأسود والأبيض".. شعارات رفعها العشرات من الشباب في قطاع غزة، يحاولون عبرها إنقاذ الكوفية - "رمز هويتهم ونضالهم" - بعد أن ظهرت منها أشكال ملونة لا تمت للكوفية الأصلية بصلة، ومنها كوفية زرقاء بألوان علم إسرائيل صممها إسرائيلي، وروج لها على أنها من "تراث" اليهود.
"رواء الكحلوت" ذات السبعة عشر ربيعا اعتبرت أن الكوفيات الملونة تشويه للتراث الفلسطيني، وطمس لرمزيته، وأردفت قائلة لـ"إسلام أون لاين.نت": "الإسرائيليون سرقوا أرضنا وبيوتنا وممتلكاتنا وحتى الأكلات الشعبية «كالفلافل والحمص» نسبوها لهم، والآن جاء دور الكوفية.. لذلك أنا أرفض الكوفيات ذات الألوان المتأنقة ولن أرتديها".

وبامتعاض وسخط قال الشاب أحمد البنا (25عاما): "إسرائيل تريد أن تشوه أي رمز لنا، فبدلا من أن نزين صدورنا بالكوفية البيضاء ونحافظ على رمزيتها، نسحقها بأيدينا، ونغيبها عن أذهاننا.. فالغرب وإسرائيل ليس لديهم تاريخ وقضية وتراث، ويريدون أن يصنعوا تراثا عن طريق السرقة وتشويه رموزنا".

وظهرت الأشكال الجديدة والملونة للكوفية الفلسطينية في العامين الأخيرين بعد أن صممها الإسرائيلي موشيه هاريل، وقام هو وموزع إسرائيلي بإنتاج نسخة يهودية منها باللون الأزرق والأبيض وتتوسطها نجمة داود، وهي نفس ألوان وتصميم العلم الإسرائيلي، ووزعاها في الخارج على أنها رمز يهودي؛ في محاولة جديدة لسرقة التراث الفلسطيني - مثل الأزياء والأمثال الشعبية والأكلات - والترويج في الخارج على أنه تراث يهودي.

ومن بعده بدأت الصين في صناعة وتوزيع أشكال أخرى بألوان متعددة، بعد أن لاحظت الإقبال الكبير من الشباب المؤيد للقضية الفلسطينية في العالم على ارتدائها.
وتعتبر الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936 بعد زيادة هجرات اليهود إلى فلسطين السبب في نشر الكوفية؛ حيث كان يرتديها الفلاحون والبدو الذين قادوا الثورة.

وقبل ذلك كان استخدام الكوفية بلونيها الأبيض والأسود - والمميزة بنقش عليها عبارة عن شبكة أو أسلاك شائكة - قاصرا على الفلاحين والبدو؛ حيث اعتادوا على وضعها لتجفيف العرق، وللوقاية من حر الصيف وبرد الشتاء، وحين نشبت الثورة استخدموها في إخفاء ملامح وجههم من الجنود البريطانيين، ودعت قيادات الثورة آنذاك أبناء المدن إلى وضعها على رءوسهم من باب التمويه على الجنود الذين بات من الصعب عليهم اعتقال الثوار بعدما استخدم الكوفية كل شباب وشيوخ القرى والمدن.

"سم في العسل"

أما اليوم فظهرت ألوان أخرى؛ أحمـر وأصفـر.. زهري وبنفسجي.. أخضر وأزرق.. تتدلى من الرقبة أو الرأس.. تذيل الخصر والصدر.. للشباب والفتيات.. يلبسها المترفون والمعدمون.. مربعة ومستطيلة ومثلثة.. من الكتان والقطن والحريـر.

كل هذه كوفيات مستحدثة بجميع الأشكال والألوان معلقة على واجهات المحلات، ومتأنقة على صدور شباب غـزة؛ فما أن تتجول في أروقة شوارع المدينة حتى تصطدم بعشرات الشبـان المتشحين بكوفيات زاهيـة عانقت أكتافهم، وتدلت منها زينة غريبة.

ومن هؤلاء سارة العشي (طالبة جامعية) التي توشحت بكوفية مستحدثة ذات لون زهري يلائم ما كانت ترتديه من ملابس، وتمشي بخطوات متمهلة فتزين من هندامها تارة، وترد كوفيتها للخلف تارة أخرى.

اقتربنا منها وسألناها عن سر توشحها بكوفية ذات لون زاهي، وبعد تردد قالت: "الكوفية جميلة، وكل الشباب يرتدونها، كما أنها تناسب ذوقي وخطوط الموضة الحديثة.. ولدي في البيت غيرها الكثير؛ فلكل قطعة من ملابسي لون كوفية يناسبها".

فارس نصار (صاحب محل لبيع الإكسسوارات والعطور وسط مدينة غزة) قال: إن الإقبال على شراء الكوفيات الملونة "كثيف للغاية"، موضحا أن أكثر زبائنه من الشباب والفتيات.

وإذا ما كانوا يشترونها بسبب انتشارها كموضة أو رمز، ابتسم قائلا لـ"إسلام أون لاين": "في الفترة الأخيرة اجتاحت السوق موضة الكوفيات الملونة، ولاقت إقبالا كبيرا من الشباب، ولكن هناك جزءا لا يقبل إلا اللون الرمزي للكوفية وهو الأبيض والأسود".

وبتهكم لاذع أضاف: "أعتقد أن كثيرا من الشباب لا يراعي رمزية الكوفية، وأنها تراث لقضيتنا الفلسطينية؛ فهم لا يتبعون سوى خطوط الموضة.. وأنا بدوري يجب أن أراعي أذواق الجميع حتى يبقى متجري مفتوحا وأحتفظ بزبائني".

هذا الموقف "مراعاة أذواق الجميع" لا يرضي محمد صبحي (صاحب محل للإكسسوارات) الذي امتنع عن بيع الكوفيات الملونة، واعتبرها غزوا فكريا وثقافيا للمجتمـع الفلسطيني، وتعتيما على رمز القضية، بحسب تعبيره.

وأضاف في حديث لـ"إسلام أون لاين": "الكوفية الملونة تعطي رونقا جذابا الشاب أو الفتاة، ولكنهم لا يدركون أنهم يتعاطون السم في العسل، وأن هدف إسرائيل هو محو شكل الكوفية الفلسطينية (رمز الثورة والنضال) من عقول الأجيال اللاحقة".

ولم تبق الكوفية رمزا للفلسطينيين وحدهم؛ بل أصبحت حاضرة الآن في كل التظاهرات المناهضة للاحتلال والظلم في العالم، وفي تجمعات النضال والمقاومة، والفعاليات الطلابية والنقابية التي تحمل طابعا سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

والكوفية الفلسطينية الأصلية التي تعرف بـ"الحطة" هي عبارة عن قطعة قماش مستطيلة تتدلى من أطرافها "شراريب قصيرة"، مصنوعة من القطن أو الكتان، وعليها نقوش متداخلة من الخطوط البيضاء والسوداء أو الحمراء.

"كارثة" 2009

وللتوعية بما يعتبرونه خطر الإقبال على الكوفية المستحدثة، شهدت الأيام الماضية حملة واسعة قادها شبان في قطاع غزة خرجوا يلصقون الشعارات الخاصة بذلك على السيارات والجداران وأبواب الجامعات وفي الأزقة والشوارع، ولتصل إلى كل مهتم خارج غزة، تداولوها أيضا في المنتديات، و"فيس بوك"، والبريد الإلكتروني.

ومن تلك الشعارات: "كوفيتنا رمز وليست موضة".. "رمز فلسطين في خطر".. "يا شباب غزة عودوا للأسود والأبيض".. "ليست كوفيتنا فقاطعوها".. "هويتنا تضيع فأنقذوها".

أبو البراء صاحب أحد حملات رفض "الكوفية المموضة" - على حد وصفه - وقال لـ"إسلام أون لاين": "عندما رأينا الغرب بمطربيه ومشاهيره يرتدي الكوفية انتابتنا نشوة السعادة، واعتبر البعض أننا وصلنا لذروة المجد، واخترقنا الأسوار الشاهقة المنيعة للحضارة الغربية دون أن يدروا أنها كارثة 2009؛ فقدوا شوهوا رمزنا وقيمنا".

طارق الأشقر الذي كان يلف رقبته بكوفية ذات خطوط سوداء امتعض من قيام شباب بارتداء الكوفيات الحديثة باعتبارها موضة، وقال: "منذ صغري وأنا أرتدي الكوفية؛ فهي رمز لقضيتي الفلسطينية وللنضال والثورة".

ولفت الأشقر إلى أن موضة الكوفيات الملونة "ليست محض صدفة أو ابتكار، بل حركة منظمة ومفتعلة لتسخيف تراثنا، وتهميش قضيتنا"، وبأسف وحزن أضاف: "ولربما نصل إلى مرحلة تصبح فيها الكوفية شالا يربط على الخصر، أو فستانا قصيرا يصل إلى الركبتين".

ويضيف بحماس واضح: "الكوفية الفلسطينية لبسها القادة والثوار.. الساسة وأصحاب القرار، تغنى بها الأدباء والشعراء، فسجلها الشاعر محمود درويش في قصيدته الشهيرة (سجل أنا عربي) قائلا: على رأسي عقال فوق كوفية".

وكثيرا ما تباهى الفلسطينيون باقتنائها وارتدائها؛ فهم يعلقونها على أكتافهم وفي سياراتهم ومنازلهم بجانب صور الشهداء؛ باعتبارها رمزا للثورة والمقاومة، ومن أبرز القادة الفلسطينيين الذين ارتدوها القائد عبد القادر الحسيني، والشهيد أبو جهاد الوزير، والرئيس الراحل ياسر عرفات.